كل الخير في طاعة الله
اختيارات: مــــــنار العــــــدوية -
حينما تصطلح مع الله .. بتطبيق منهجه ..
فأنت تصطلح مع نفسك ..
إنّ المؤمن المطبق لمنهج الله من الراحة النفسية ..
من الطمأنينة .. من السكينة .. من الاستقرار ..
من الرضا ..من الشعور بالفوز .. من صلاح البال ..
ما لو وُزِّع على أهل بلد لكفاهم .
دفء
الهداية أصلها اللغوي يدل على الميل ، وكأنّ الهداية ميل عن الخطأ إلى الصواب وعن الضلالة إلى الرشد وعن التيه إلى الجادّة .
فهو سبحانه يهديك، فيحرف مسارك عن الضلالة إلى الرشد، وعن الغواية إلى الطريق الأقوم !
وكما أنّه يهديك ، فكذلك يهدي إليك!
فيوصل الأشياء التي بها قوام حياتك إليك : يوصل الماء إلى الأرض التي تقطنها، ويوصل الغذاء إلى المكان الذي تعيش فيه ، ويوصل الهواء إلى رئتيك ..
وهو يهدي جميع خلقه هدايات متعددة يحسبهم ويحسب أحوالهم ، فالأعمى هدايته أن يسير على الطريق ، وهداية الأصم أن يفهم ما يقال، وهداية العاجز أن يصل إلى مبتغاه ..
هداية الطفل أن يبعده عما يضرّه ..
وهداية العجماوات أن يغرز في نفوسها ما فيه قوام حياتها. فتعلم مصالحها فتأتيها، وتعلم مضارها فتتجنبها، وتعلم المخاطر فتقاومها .
يهدي التائهين في الصحارى ..
ويهدي القارئ إلى مواضع المعلومة ..
ويهدي المكتشف إلى الاختراع ..
ويهدي المجتهد إلى دليل المسألة ..
ويهدي الداعية إلى الأسلوب الأسلم ..
ويهدي الأب إلى الطريقة المثلى في نصح ابنه ..
ليكن أفقك واسعا
لكي يسعد المرء منا في حياته ، ولا يعيش قلقا متوترا بسبب أن ما يذهب إليه هو الصحيح لا غيره ، ويحارب من لا يتوافق معه في الرأي .. عليه أن يوسع صدره أو يجعل أفقه واسعا رحبا يتحمل كل الآراء والأفكار.
حاول أيها المتعصب لرأيك أن تستمع إلى الآخرين، وألا تنفعل إن خالفوك الرأي .. بل ابحث عن الجزء الصائب في الرأي المخالف، وابدأ منه المسيرة الإيجابية، فلعل تلك النسبة الضئيلة من الصواب تفتح لك آفاقا لم تكن لتدركها لولاها، بل لعل ذاك المخالف لك يفتح أيضا بصيرتك قبل بصرك على أمور كنت غافلا عنها لسنوات طوال معتقدا أنك على صواب وصراط مستقيم .
إذن وحتى تضيف السعادة إلى حياتك من هذا الجانب. هناك قواعد لابد أن تراعيها، الأولى أن تستمع إلى الآخرين برحابة صدر، وألا تحاول كقاعدة ثانية، انتقاد آرائهم لمجرد أنها لا تتوافق مع آرائك من قبل أن تدخل حوارا جادا إيجابيا. فذلك أفضل من إجهاد نفسك في البحث عن نقاط الخلاف من أجل النقد، بل لِمَ لا تبحث عن نقاط الاتفاق أولا وقبل نقاط الخلاف، فإنك إن فعلت، أرحت نفسك من توترات وإجهادات نفسية أنت في غنى عنها دون ريب.
القاعدة الثالثة، وحتى تعيش حياة هانئة هادئة خالية من التوتر والقلق والتربص بالآخرين، لا تحاول أن تعتقد بصوابية رأيك دائما معتمدا على سنوات عمرك وبعض مؤهلات علمية ودورات تدريبية وقراءات من هنا وهناك، بل عليك أن تعتبر نفسك دائما طالب علم تتعلم، فليس عيباً أن تتعلم ممن يصغرك سنا ويقل عنك علما وثقافة ، ومن قال إني أعلم وأعرف مكتفيا بما درس وتعلم في سنوات سابقة من عمره ، فهو بذلك يعلن جهله علانية ، تلك كانت قواعد ابتدائية سهل التعاطي معها، من أجل أن يعيش المرء منا دون توترات ومنغصات بسبب آراء تتحمل الخطأ والصواب، ذلك أن « كلٌ يؤخذ من كلامه ، ويُرد إلا صاحب هذا القبر» كما قال الإمام مالك رحمه الله، ويقصد بصاحب القبر ، خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم .